الشريف الرضي
 
محمد بن الطاهر أبو أحمد الحسين بن موسى أبو الحسن العلوي لقبه بهاء الدولة بالرضي ذي الحسبتين ولقب أخاه المرتضى ذي المجدين ولي نقابة الطالبيين ببغداد بعد أبيه وكان شاعرا مطبقا سخيا جوادا وقال بعضهم كان الشريف في كثرة أشعاره أشعر قريش فمن شعره المستجاد قوله
اشترالعز بما شئ * ت فما العز بغال
بالقصار إن شئ * ت أو بالسمر الطوال
ليس بالمغبون عقلا * من شرى عزا بمال
إنما يذخر الما * ل لحاجات الرجال
والفتى من جعل الأموا * ل أثمان المعالي
وله أيضا * يا طائر البان غريدا على فنن
ما هاج نوحك لي يا طائر البان
هل أنت مبلغ من هام الفؤاد به * إن الطليق يؤدي حاجة العاني
جناية ما جناها غير متلفنا * يوم الوداع وواشوقي إلى الجاني
لولا تذكر أيام بذي سلم * وعند رامة أو طاري وأوطاني
لما قدحت بنار الوجد في كبدي * ولا بللت بماء الدمع أجفاني
وقد نسب إلى الرضي قصيدة يتمنى فيها أن يكون عند الحاكم العبيدي ويذكر فيها أباه ويا ليته كان عنده حين يرى حاله ومنزلته عنده وأن الخليفة لما بلغه ذلك أراد أن يسيره إليه ليقضي أربه ويعلم الناس كيف حاله قال في هذه القصيدة
ألبس الذل في بلاد الأعاد * ي وبمصر الخليفة العلوي
وأبوه أبي ومولاه مولا * ي إذا ضامني البعيد القصي
إلى آخرها فلما سمع الخليفة القادر بأمر هذه القصيدة انزعج وبعث إلى أبيه الموسوي يعاتبه فأرسل إلى ابنه الرضي فأنكر أن يكون قالها بالمرة والروافض من شأنهم التزوير فقال له أبوه فإذا لم تكن قلتها فقل أبياتا تذكر فيها أن الحاكم بمصر دعى لا نسب له فقال إني أخاف غائلة ذلك وأصر على أن لا يقول ما أمره به أبوه وترددت الرسائل من الخليفة إليهم في ذلك وهم ينكرون ذلك حتى بعث الشيخ أبا حامد الإسفرايني والقاضي أبا بكر إليهما فحلف لهما بالإيمان المؤكدة أنه ما قالها والله أعلم بحقيقة الحال توفي في خامس المحرم منها عن سبع وأربعين سنة وحضر جنازته الوزير والقضاة وصلى عليه الوزير ودفن بداره بمسجد الأنباري وولى أخوه المرتضى ما كان يليه وزيد على ذلك أشياء ومناصب أخرى وقد رثى الرضي أخاه بمرثاة حسنة

الموضوع السابق


أبو أحمد الفرضي