ثم دخلت سنة إثنتي عشرة وأربعمائة
 
فيها تولى القاضي أبو جعفر أحمد بن محمد السمناني الحسبة والمواريث ببغداد وخلع عليه السواد وفيها قالت جماعة من العلماء والمسلمين للملك الكبير يمين الدولة محمود بن سبكتكين أنت أكبر ملوك الأرض وفي كل سنة تفتح طائفة من بلاد الكفر وهذه طريق الحج قد تعطلت من مدة ستين وفتحك لها أوجب من غيرها فتقدم إلى قاضي القضاة أبي محمد الناصحي أن يكون أمير الحج في هذه السنة وبعث معه بثلاثين ألف دينار للأعراب غير ما جهز من الصدقات فسار الناس بصحبته فلما كانوا بفيد اعترضهم الأعراب فصالحهم القاضي أبو محمد الناصحي بخمسة آلاف دينار فامتنعوا وصمم كبيرهم وهو جماز بن عدي على أخذ الحجيج وركب فرسه وجال جولة واستنهض شياطين العرب فتقدم إليه غلام من سمرقند يقال له ابن عفان فرماه بسهم فوصل إلى قلبه فسقط ميتا وانهزمت الأعراب وسلك الناس الطريق فحجوا ورجعوا سالمين ولله الحمد والمنة وممن توفي فيها من الأعيان :