ابن البواب الكاتب
 
صاحب الخط المنسوب على بن هلال أبو الحسن ابن البواب صاحب أبي الحسين بن سمعون الواعظ وقد أثنى على ابن البواب غير واحد في دينه وأمانته وأما خطه وطريقته فيه فأشهر من أن ننبه عليها وخطه أوضح تعريبا من خط ابى على بن مقلة ولم يكن بعد ابن مقلة أكتب منه وعلى طريقته الناس اليوم في سائر الأقاليم إلا القليل قال ابن الجوزي توفي يوم السبت ثاني جمادى الآخرة منها ودفن بمقبرة باب حرب وقد رثاه بعضهم بأبيات منها قوله
فللقلوب التي أبهجتها حرق * وللعيون التي أقررتها سهر
فما لعيش وقد ودعته أرج * وما لليل وقد فارقته سحر
قال ابن خلكان ويقال له الستري لأن أباه كان ملازما لستر الباب ويقال له ابن البواب وكان قد أخذ الخط عن عبدالله بن محمد بن أسد بن علي بن سعيد البزار وقد سمع أسد هذا على النجاد وغيره وتوفي سنة عشر وأربعمائة وأما ابن البواب فإنه توفي في جمادى الأولى من هذه السنة وقبل في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وقد رثاه بعضهم فقال
استشعرت الكتاب فقدك سالفا * وقضت بصحة ذلك الأيام
فذلك سودت الدوي كآبة * أسفا عليك وشقت الأقلام
ثم ذكر ابن خلكان أول من كتب العربية فقال إسماعيل عليه السلام وقيل أول من
كتب بالعربية من قريش حرب بن أمية بن عبد شمس أخذها من بلاد الحيرة عن رجل يقال له أسلم بن سدرة وسأله ممن اقتبستها فقال من واضعها رجل يقال له مرامر بن مروة وهو رجل من أهل الأنبار فاصل الكتابة في العرب من الأنبار وقال الهيثم بن عدي وقد كان لحمير كتابة يسمونها المسند وهي حروف متصلة غير منفصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها وجميع كتابات الناس تنتهي إلى اثني عشر صنفا وهي االعربية والحميرية واليونانية والفارسية والرومانية والعبرانية والرومية والقبطية والبربرية والهندية والأندلسية والصينية وقد اندرس كثير منها فقل من يعرف شيئا منها وفيها توفي من الأعيان