ثم دخلت سنة عشرين وأربعمائة
 
فيها سقط بناحية المشرق مطر شديد معه برد كبار قال ابن الجوزي حزرت البردة الواحدة منه مائة وخمسون رطلا وغاصت في الأرض نحوا من ذراع وفيها ورد كتاب من محمود ابن سبكتكين أنه أحل بطائفة من أهل الري من الباطنية والروافض قتلا ذريعا وصلبا شنيعا وأنه انتهب أموال رئيسهم رستم بن علي الديلمي فحصل منها ما يقارب آلف ألف دينار وقد كان في حيازته نحو من خمسين امرأة حرة وقد ولدن له ثلاثا وثلاثين ولدا بين ذكر وأنثى وكانوا يرون إباحة ذلك وفي رجب منها انقض كواكب كثيرة شديدة الضوء شديدة الصوت وفي شعبان منها كثرت العملات وضعفت رجال المعونة عن مقاومة العيارين وفي يوم الاثنين منها ثامن عشر رجب غارماء دجلة حتى لم يبق منه إلا القليل ووقفت الأرحاء عن الطحن وتعذر ذلك وفي هذا اليوم جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة وقرئ عليهم كتاب جمعه القادر بالله فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل البصرة وفيه الرد على أهل البدع وتفسيق من قال بخلق القرآن وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبدالعزيز بن يحيى الكتاني من المناظرة ثم ختم القول بالمواعظ والقول بالمعروف والنهي عن المنكر وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه وفي يوم الإثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المريسي والكتاني أيضا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضل الصحابة وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة وأخذت خطوطهم بموافقة ماسمعوه وعزل خطباء الشيعة وولي خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره وجرت فتنة بمسجد براثا وضربوا الخطيب السني بالآجر حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفهه فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم حتى جاؤا يعتذرون مما صنعوا وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم لم يتمكن أحد من أهل العراق وخاراسان في هذه السنة من الحج ممن توفي فيها من الأعيان

الموضوع التالي


الحسن بن أبي القين

الموضوع السابق


ابن غلبون الشاعر