عبدالوهاب بن علي
 
ابن نصر بن أحمد بن الحسن بن هارون بن مالك بن طوق صاحب الرحبة التغلبي البغدادي أحد أئمة المالكية ومصنفيهم له كتاب التلقين يحفظه الطلبة وله غيره في الفروع والأصول وقد أقام ببغداد دهرا وولى قضاء داريا وما كسايا ثم خرج من بغداد لضيق حاله فدخل مصر فأكرمه المغاربة وأعطوه ذهبا كثيرا فتمول جدا فأنشأ يقول متشوقا إلى بغداد
سلام على بغداد في كل موقف * وحق لها مني السلام مضاعف
فوالله ما فارقتها عن ملالة * وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت على بأسرها
ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
فكانت كخيل كنت أهوى دنوه * وأخلاقه تنأى به وتخالف
قال الخطيب سمع القاضي عبدالوهاب من ابن السماك وكتبت عنه وكان ثقة ولم تر المالكية أحدا أفقه منه قال ابن خلكان وعند وصوله إلى مصر حصل له شيء من المال وحسن حاله مرض من أكلة اشتهاها فذكر عنه أنه كان يتقلب ويقول لا إله إلا الله عند ما عشنا متنا
قال وله أشعار رائقة فمنها قوله
ونائمة قبلتها فتنبهت * فقالت تعالوا واطلبوا اللص بالحد
فقلت لها إني فديتك غاصب * وما حكموا في غاصب بسوى الرد
خذيها وكفي عن أثيم طلابة * وإن أنت لم ترضي فالفا على العد
فقالت قصاص يشهد العقل أنه * على كبد الجاني ألذ من الشهد
فباتت يمينيي وهي هميان خصرها * وباتت يساري وهي واسطة العقد
فقالت ألم تخبر بأنك زاهد * فقلت بلى ما زات أزهد في الزهد
ومما أنشده ابن خلكان للقاضي عبدالوهاب * بغداد دار لأهل المال طيبة
وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها * كأنني مصحف بيت زنديق