ثم دخلت سنة خمس وعشرين وأربعمائة
 
فيها غزا السلطان مسعود بن محمود بلاد الهند وفتح حصونا كثيرة وكان من جملتها انه حاصر قلعة حصينه فخرجت من السور عجوز كبيرة ساحرة فأخذت مكنسة فبلتها ورشتها من ناحية جيش المسلمين فمرض السلطان تلك الليلة مرضا شديدا فارتحل عن تلك القلعة فلما استقل ذاهبا عنها عوفي عافية كاملة فرجع إلى غزنة سالما وفيها ولي البساسيري حماية الجانب الشرقي من بغداد لما تفاقم أمر العيارين وفيها ولي سنان بن سيف الدولة بعد وفاة أبيه فقصد عمه قرواشا فأقره
وساعده على أموره وفيها ملك الروم أرمانوس فملكم رجل ليس من بيت ملكهم قد كان صيرفيا في بعض الأحيان إلا أنه كان من سلالة الملك قسطنطين وفيها كثرت الزلازل بمصر والشام فهدمت شيئا كثيرا ومات تحت الردم خلق كثير وانهدم من الرملة ثلثها وتقطع جامعا تقطيعا وخرج أهلها منها هاربين فأقاموا بظاهرها ثمانية أيام ثم سكن الحال فعادوا إليها وسقط بعض حائط بيت المقدس ووقع من محراب دواد قطعة كبيرة ومن مسجد إبراهيم قطعة وسلمت الحجرة وسقطت منارة عسقلان ورأس منارة غزة وسقط نصف بنيان نابلس وخسف بقرية البارزاد وبأهلها وبقرها وغنمها وساخت في الأرض وكذلك قرى كثيرة هنالك وذكر ذلك ابن الجوزي ووقع غلاء شديد ببلاد إفريقة وعصفت ريح سوداء بنصيبين فألقت شيئا كثيرا من الأشجار كالتوت والجوز والعناب واقتلعت قصرا مشيدا بحجارة وآجر وكلس فألقته وأهله فهلكوا ثم سقط مع ذلك مطر أمثال الأكف والزنود والأصابع وجزر البحر من تلك الناحية ثلاث فراسخ فذهب الناس خلف السمك فرجع البحر عليهم فهلكوا وفيها كثر الموت بالخوانيق حتى كان يغلق الباب على من في الدار كلهم موتى وأكثر ذلك كان ببغداد فمات من أهلها في شهر ذي الحجة سبعون ألفا وفيها وقعت الفتنة بين السنة والروافض حتى بين العيارين من الفريقين مع أبنا الأصفهاني وهما مقدمي عيارين أهل السنة منعا أهل الكرخ من ورود ماء دجلة فضاق عليهم الحال وقتل ابن البرجمي وأخوه في هذه السنة ولم يحج أحد من أهل العراق وفيها توفي من الأعيان :