أبو علي بن سينا
 
الطبيب الفيلسوف الحسن بن عبد الله بن سينا الرئيس كان بارعا في الطب في زمانه كان أبوه من أهل بلخ وانتقل إلى بخارى واشتغل بها فقرأ القرآن وأتقنه وهو ابن عشر سنين وأتقن الحساب والجبر والمقابلة وإقليدس والمجسطي ثم اشتغل على أبي عبد الله الناتلى الحكيم فبرع فيه وفاق أهل زمانه في ذلك وتردد الناس إليه واشتغلوا عليه وهو ابن ست عشرة سنة وعالج بعض الملوك السامانية وهو الأمير نوح بن نصر فأعطاه جائزة سنية وحكمه في خزانة كتبه فرأى فيها من العجائب والمحاسن مالا يوجد في غيرها فيقال إنه غزا بعض تلك الكتب إلى نفسه وله في الآلهيات والطبيعات كتب كثيرة قال ابن خلكان له نحو من مائة مصنف صغار وكبار منها القانون والشفا والنجاة والإشارات وسلامان وإنسان وحي بن يقظان وغير ذلك قال وكان من فلاسفة الإسلام أورد له من الأشعار قصيدته في نفسه التي يقول فيها
هبطت إليك من المقام الأرفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف * وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربما * كرهت فراقك وهي ذات تفجع
وهي قصيدة طويلة وله * اجعل غذاءك كل يوم مرة
واحذر طعاما قبل هضم طعام
واحفظ منيك ما استطعت فإنه * ماء الحياة يراق في الارحام
وذكر أنه مات بالقولنج في همذان وقيل بأصبهان والأول أصح يوم الجمعة في شهر رمضان منها عن ثمان وخمسين سنة قلت قد حصر الغزالي كلامه في مقاصد الفلاسفة ثم رد عليه في تهافت الفلاسفة في عشرين مجلسا له كفره في ثلاث منها وهي قوله يقدم العالم وعدم المعاد الجثماني وان الله لا يعلم الجزئيات وبدعه في البواقي ويقال إنه تاب عند الموت فالله أعلم