ثم دخلت سنة سبع وثلاثين وأربعمائة
 
فيها بعث السلطان طغرلبك السلجوقي أخاه إبراهيم إلى بلاد الجبل فملكها وأخرج عنها صاحبها كرشاسف بن علاء الدولة فالتحق بالأكراد ثم سار إبراهيم إلى الدينور فملكها أيضا وأخرج صاحبها وهو أبو الشوك فسار إلى حلوان فتبعه إبراهيم فملك حلوان قهرا وأحرق داره وغنم أمواله فعند ذلك تجهز الملك أبو كاليجار لقتال السلاجقة الذين تعدوا على أتباعه فلم يمكنه ذلك لقلة الظهر وذلك أن الآفة اعترت في هذه السنة الخيل فمات له فيها نحو من اثنى عشر ألف فرس بحيث جافت بغداد من جيف الخيل وفيها وقع بين الروافض والسنة ثم اتفق الفريقان على نهب دور اليهود وإحراق الكنيسة العتيقة التي لهم واتفق موت رجل من أكابر النصارى بواسط فجلس أهله لعزائه على باب مسجد هناك وأخرجوا جنازته جهرا ومعها طائفة من الأتراك يحرسونها فحملت عليهم العامة فهزموهم وأخذوا الميت منهم واستخرجوه من أكفانه فأحرقوه ورموا رماده في دجلة ومضوا إلى الدير فنهبوه وعجز الأتراك عن دفعهم ولم يحج فيها أحد من أهل العراق وممن توفي فيها من الأعيان :