ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة
 
في هذه السنة توفي الملك أبو كاليجار في جمادى الأولى منها صاحب بغداد مرض وهو في برية ففصد في يوم ثلاث مرات وحمل في محفة فمات ليلة الخميس ونهبت الغلمان الخزائن وأحرق الجواري الخيام سوى الخيمة التي هو فيها وولى بعد ابنه أبو نصر وسموه الملك الرحيم ودخل دار الخلافة فخلع عليه الخليفة سبع خلع وسوره وطوقه وجعل على رأسه التاج والعمامة السوداء ووصاه الخليفة ورجع إلى داره وجاء الناس ليهنئوه وفيها دار السور على شيراز وكان دوره اثنى عشر ألف ذراع وارتفاعه ثمانية أذرع وعرضه ستة أرع وفيه أحد عشر بابا وفيها غزا إبراهيم ابن نيال بلاد الروم فغنم مائة ألف رأس وأربعة آلاف درع وقيل تسع عشرة ألف درع ولم يبق بينه وبين القسطنطينية إلا خمسة عشر يوما وحمل ما غنم على عشرة آلاف عجلة وفيها خطب لذخيرة الدين أبي العباس أحمد بن الخليفة القائم بأمر الله على المنابر بولاية العهد بعد أبيه وحي بذلك وفيها اقتتل الروافض والسنة وجرت ببغداد فتن يطول ذكرها ولم يحج أحد من أهل العراق وممن توفي فيها من الأعيان