ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وأربعمائة
 
استهلت هذه السنة وبغداد في حكم البساسيري يخطب فيها لصاحب مصر الفاطمي والخليفة العباسي بحديثة عانة ثم لما كان يوم الإثنين ثاني عشر صفر أحضر القضاة أبا عبدالله الدامغاني وجماعة من الوجوه والأعيان والأشراف وأخذ عليهم البيعة لصاحب مصر المستنصر الفاطمي ثم دخل دارالخلافة وهؤلاء المذكورون معه وأمر بنقض تاج دار الخلافة فنقض بعض الشراريف ثم قيل له إن القبح في هذا أكثر من المصلحة فتركه ثم ركب إلى زيارة المشهد بالكوفة وعزم على عبور نهر جعفر ليسوق إلى الحائر لوفاء نذر كان عليه وأمر بأن تنقل جثة ابن مسلمة إلى ما يقارب الحريم الظاهري وأن تنصب على دجلة وكتبت إليه أم الخليفة وكانت عجوزا كبيرة قد بلغت التسعين وهي مختفية في مكان تشكو إليه الحاجة والفقر وضيق الحال فأرسل إليها من نقلها إلى الحريم وأخدمها جاريتين ورتب لها كل يوم اثني عشر رطلا من خبز وأربعة أرطال من لحم .

تحطمنا الأيام حتى كأننا * زجاج ولكن لا يعود له سبك