مقتل البساسيري على يدي السلطان طغرلبك
 
لما سار السلطان وراءه وصلت السرية الأولى فلقوه بأرض واسط ومعه ابن مزيد فاقتتلوا هنالك وانهزم أصحابه عنه ونجا البساسيري بنفسه على فرس فتبعه بعض الغلمان فرمى فرسه بنشابة فألقته إلى الأرض فجاء الغلام فضربه على وجهه ولم يعرفه واسره واحد منهم يقال له كمسكين فحز رأسه وحمله إلى السلطان وأخذت الأتراك من جيش البساسيري من الأموال ما عجزوا عن حمله ولما وصل الرأس إلى السلطان أمر أن يذهب به إلى بغداد وأن يرفع على رمح وأن يطاف به في المحال وأن يطوف معه الدبادب والبوقات والنفاطون وان يخرج الناس والنساء للفرجة عليه ففعل ذلك ثم نصب على الطيارة تجاه دار الخليفة وقد كان مع البساسيري خلق من البغاددة خرجوا معه ظانين أنه سيعود إلى بغداد فهلكوا ونهبت أموالهم ولم ينج من أصحابه إلا القليل وفر ابن مزيد في ناس قليل إلى البطيحة ومنه أولاد البساسيري وأمهم وقد سلبتهم الأعراب فلم يتركوا لهم شيئا ثم استؤمن لابن مزيد من السلطان ودخل معه بغداد وقد نهبت العساكر ما بين واسط والبصرة والأهواز وذلك لكثرة الجيش وانتشاره وكثافته وأما الخليفة فإنه حين عاد إلى دار الخلافة جعل لله عليه أن لا ينام على وطاء ولا يأتيه أحد بطعام إذا كان صائما ولا يخدمه في وضوئه وغسله أحد بل يتولى ذلك كله بنفسه لنفسه وعاهد الله أن لا يؤذي أحدا ممن آذاه وأن يصفح عن من ظلمه وقال ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه وفيها تولى الملك الب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بلاد حران بعد وفاة أبيه بتقرير عمه طغرلبك وكان له من الأخوة سليمان وقاروت بك وياقوتي فتزوج طغرلبك بأم سليمان
وفيها كان بمكة رخص لم يسمع بمثله بيع التمر والبر كل مائتي رطل بدينار ولم يحج أحد من أهل العراق فيها