الحسن بن الفضل
 
أبو علي الشرمقاني المؤدب المقرى الحافظ للقرآن والقراءات واختلافها كان ضيق الحال فرآه شيخه ابن العلاف ذات يوم وهو يأخذ أوراق الخس من دجلة ويأكلها فأعلم ابن المسلمة بحاله فأرسل ابن المسلمة غلاما له وأمره أن يذهب إلى الخزانة التي له بمسجده فيتخذ لها مفتاحا غير مفتاحه ثم كان كل يوم يضع فيها ثلاثة أرطال من خبز السميد ودجاجة وحلاوة السكر فظن أبو علي الشرمقاني ان ذلك كرامة أكرمه الله بها وأن هذا الطعام الذي يجده في خزانته من الجنة فكتمه زمانا وجعل ينشد
من أطلعوه على سر فباح به * لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
وأبعدوه فلم يظفر بقربهم * وأبدلوه فكان الأنس ايحاشا
فلما كان بعض الأيام ذاكره ابن العلاف في أمره وقال له فيما قال أراك قد سمنت فما هذا الأمر وانت رجل فقير فجعل يلوح ولا يصرح ويكني ولا يفصح ثم الح عليه فأخبره أنه يجد كل يوم في خزانته من طعام الجنة ما يكفيه وان هذا كرامة أكرمه الله بها فقال له ادع لابن المسلمة فنه الذي يفعل ذلك وشرح له صورة الحال فكسره ذلك ولم يعجبه