ثم دخلت سنة ستين وأربعمائة
 
قال ابن الجوزي في جمادى الأولى كانت زلزلة بأرض فلسطين أهلكت بلد الرملة ورمت شراريف من مسجد رسول الله ص ولحقت وادي الصفر وخيبر وانشقت الأرض عن كنوز كثيرة من المال وبلغ حسها إلى الرحبة والكوفة وجاء كتاب بعض التجار فيه ذكر هذه الزلزلة وذكر فيه أنها خسفت الرملة جميعا حتى لم يسلم منها إلا داران فقط وهلك منها خمس عشرة ألف نسمة وانشقت صخرة بيت المقدس ثم عادت فالتأمت وغار البحر مسيرة يوم وساخ في الأرض وظهر في مكان الماء أشياء من جواهر وغيرها ودخل الناس في أرضه يلتقطون فرجع عليهم فأهلك كثيرا منهم أو أكثرهم وفي يوم النسف من جمادى الآخرة قرئ الإعتقاد القادري الذي فيه مذهب أهل السنة والإنكار على أهل الدبع وقرأ أبو مسلم الكجي البخاري المحدث كتاب التوحيد لابن خزيمة على الجماعة الحاضرين وذكر بمحضر من الوزير ابن جهير وجماعة الفقهاء وأهل الكلام واعترفوا بالموافقة ثم قرئ الإعتقاد القادري على الشريف أبي جعفر بن المقتدي بالله بباب البصرة وذلك لسماعه له من الخليفة القادر بالله مصنفه وفيها عزل الخليفة وزيره أبا نصر محمد بن محمد بن جهير الملقب فخر الدولة وبعث إليه يعاتبه في اشياء كثيرة فاعتذر منها وأخذ في الترفق والتذلل فأجيب بأن يرحل إلى أي جهة شاء فاختار ابن مزيد فباع أصحابه أملاكهم وطلقوا نساءهم وأخذ أولاده وأهله وجاء ليركب في سفينة لينحدر منها إلى الحلة والناس يتباكون حوله لبكائه فلما اجتاز بدار الخلافة قبل الأرض دفعات والخليفة في الشباك و الوزير يقول يا أمير المؤمنين ارحم شيبتي وغربتي وأولادي فأعيد إلى الوزارة بشفاعة دبيس بن مزيد في السنة الآتية وامتدحه الشعراء وفرح الناس برجوعه إلى الوزارة وكان يوما مشهودا وفيها توفي من الأعيان :