ابن زيدون
 
الشاعر أحمد بن عبدالله بن أحمد بن غالب بن زيدون أبو الوليد الشاعر الماهر الأندلسي القرطبي اتصل بالأمير المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية فحظى عنده وصار مشاورا في منزلة الوزير ثم وزر له ولولده أبي بكر بن أبي الوليد وهو صاحب القصيدة الفراقية التي يقول فيها
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا * شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا * يقضي عليها الأسى لولا تاسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت * سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
بالأمس كنا ولا نخشى تفرقنا * واليوم نحن ولا يرجى تلاقينا
وهي طويلة وفيها صنعة قوية مهيجة على البكاء لكل من قرأها أو سمعها لأنه ما من أحد إلا فارق خلا أو حبيبا أو نسيبا وله أيضا
بيني وبينك ما لو شئت لم يضع * سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع
يا بائعا حظه مني ولو بذلت * لي الحياة بحظي منه لم أبع
يكفيك انك لو حملت قلبي ما * لا تستطيع قلوب الناس يستطع
ته احتمل واستطل أصبر وعزهن * وول أقبل وقل أسمع ومر أطمع
توفي في رجب منها واستمر ولده أبو بكر وزيرا للمعتمد بن عباد حتى أخذ ابن ياسين قرطبة من يده في سنة أربع وثمانين فقتل يومئذ قاله ابن خلكان