طاهر بن أحمد بن بابشاذ
 
أبو الحسن البصري النحوى سقط من سطح جامع عمرو بن العاص بمصر فمات من ساعته في رجب من هذه السنة قال ابن خلكان كان بمصر إمام عصره في النحو وله المصنفات المفيدة من ذلك مقدمته وشرحها وشرح الجمل للزجاجى قال وكانت وظيفته بمصر أنه لا تكتب الرسائل في ديوان الإنشاء إلا عرضت عليه فيصلح منها ما فيه خلل ثم تنفذ إلى الجهة التي عينت لها وكان له على ذلك معلوم وراتب جيد قال فاتفق أنه كان يأكل يوما مع بعض أصحابه طعاما فجاءه قط فرموا له شيئا فأخذه وذهب سريعا ثم أقبل فرموا له شيئا أيضا فانطلق به سريعا ثم جاء فرموا له شيئا أيضا فعلموا أنه لا يأكل هذا كله فتتبعوه فإذا هو يذهب به إلى قط آخر أعمى في سطح هناك فتعجبوا من ذلك فقال الشيخ ياسبحان الله هذا حيوان بهيم قد ساق الله إليه رزقه على يد غيره أفلا يرزقني وأنا عبده وأعبده ثم ترك ما كان له من الراتب وجمع حواشيه وأقبل على العبادة والاشتغال والملازمة في غرفة في جامع عمرو بن العاص إلى أن مات كما ذكرنا وقد جمع تعليقه في النحو وكان قريبا من خمسة عشر مجلدا فأصحابه كابن برى وغيره ينقلون منها وينتفعون بها ويسمونها تعليق الغرفة