ثم دخلت سنة سبعين وأربعمائة
 
قال ابن الجوزى في ربيع الأول منها وقعت صاعقة بمحلة النوبة من الجانب الغربي على نخلتين في مسجد فأحرقت أعاليهما وصعد الناس فأطفأوا النار ونزلوا بالسعف وهو يشتعل نارا قال وورد كتاب من نظام الملك إلى الشيخ أبى إسحاق الشيرازي في جواب كتابه إليه في شأن الحنابلة ثم سرده ابن الجوزى ومضمونه أنه لايمكن تغيير المذاهب ولانقل أهلها عنها والغالب على تلك الناحية هو مذهب الإمام أحمد ومحله معروف عند الأئمة والناس وقدره معلوم في السنة في كلام طويل قال وفي شوال منها وقعت فتنة بين الحنابلة وبين فقهاء النظامية وحمى لكل من الفريقين طائفة من العوام وقتل بينهم نحو من عشرين قتيلا وجرح آخرون ثم سكنت الفتنة قال وفى تاسع عشر شوال ولد للخليفة المقتدى ولده المستظهر أبو العباس أحمد وزينت البلاد وجلس الوزير للهناء ثم في يوم الأحد السادس والعشرين من شوال ولد له ولد آخر وهو أبو محمد هارون قال وفيها ولى تاج الدولة أرسلان الشام وحاصر حلب وحج بالناس جنفل مقطع الكوفة وذكر ابن الجوزى أن الوزير ابن جهير كان قد عمل منبرا هائلا لتقام عليه الخطبة بمكة
فحين وصل إليها إذا الخطبة قد أعيدت للمصريين فكسر ذلك المنبر وأحرق وممن توفي فيها من الأعيان :