ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة
 
في المحرم منها ورد إلى الفقيه أبي عبد الله الطبري منشور نظام الملك بتدريس النظامية فدرس بها ثم قدم الفقيه أبو محمد عبد الوهاب الشيرازي في ربيع الآخر منها بمنشور بتدريسها فاتفق الحال على أن يدرس هذا يوما وهذا يوما وفي جمادي الأولى دهم أهل البصرة رجل يقال له بليا كان ينظر في النجوم فاستغوى خلقا من أهلها وزعم أنه المهدي واحرق من البصرة شيئا كثيرا من ذلك دار كتب وقفت على المسلمين لم ير في الأسلام مثلها وأتلف شيئا كثيرا من الدواليب والمصانع وغير ذلك وفيها خلع على أبي القاسم طراد الزينبي بنقابة العباسيين بعد أبيه وفيها استفتى على معلمى الصبيان ان يمنعوا من المساجد صيانة لها فأفتوا بمنعهم ولم يستثن منه سوى رجل كان فقيها شافعيا يدرى كيف تصان المساجد واستدل المفتي بقوله عليه الصلاة والسلام سدوا كل خوخة إلا خوخة أبي بكر وحج بالناس خمار تكين على العادة وممن توفي فيها من الأعيان :