ثم دخلت سنة سبع وتسعين وأربعمائة
 
فيها قصد الفرنج لعنهم الله الشام فقاتلهم المسلمون فقتلوا من الفرج أثني عشر ألفا ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وقد أسر في هذه الوقعة بردوي صاحب الرها وفيها سقطت منارة واسط وقد كانت من أحسن المنائر كان أهل البلد يفتخرون بها وبقية الحجاج فلما سقطت سمع لأهل البلد بكاء وعويل شديد ومع هذا لم يهلك بسبها أحد وكان بناؤها في سنة أربع وثلاثمائة في زمن المقتدر وفيها تأكد الصلح بين الأخوين السلطانين بركيارق ومحمد وبعث إليه بالخلع وإلى الأمير إياز وفيها أخذت مدينة عكا وغيرها من السواحل وفيها استولى الأمير سيف الدولة صدقة بن منصور صاحب الحلة على مدينة واسط وفيها توفي الملك دقاق بن تتش صاحب دمشق فأقام مملوكه طغتكين ولدا له صغيرا مكانه وأخذ البيعة له وصار هو أتابكه بدير المملكة مدة بدمشق وفيها عزل السلطان سنجر وزيره أبا الفتح الطغرائي ونفاه إلى غزنة وفيها ولي أبو نصر نظام الحضريين ديوان الإنشاء وفيها قتل الطبيب الماهر الحاذق أبو نعيم وكانت له إصابات عجيبة وحج بالناس فيها الأمير خمارتكين وممن توفي فيها من الأعيان توفي فيها من الأعيان :