ثم دخلت سنة تسع وتسعين وأربعمائة
 
في المحرم منها ادعى رجل النبوة بنواحي نهاوند وسمى أربعة من أصحابه بأسماء الخلفاء الأربعة فاتبعه على ضلالته خلق من الجهلة الرعاع وباعوا أملاكهم ودفعوا اثمانها إليه وكان كريما يعطي من قصده ما عنده ثم إنه قتل بتلك الناحية ورام رجل آخر من ولد ألب أرسلان بتلك الناحية الملك فلم يتم أمره بل قبض عليه في أقل من شهرين وكانوا يقولون أدعى رجل النبوة وآخر الملك فما كان بأسرع من زوال دولتهما وفي رجب منها زادت دجلة زيادة عظيمة فأتلفت شيئا كثيرا من الغلات وغرقت دور كثيرة ببغداد وفيها كسر طغتكين أتابك عساكر دمشق الفرنج وعاد مؤيدا منصورا إلى دمشق وزينت البلد زينة عجيبة مليحة سرورا بكسره الفرنج وفيها في رمضان منها حاصر الملك رضوان بن تتش صاحب حلب مدينة نصيبين وفيها ورد إلى بغداد ملك من الملوك وصحبته رجل يقال له الفقيه فوعظ الناس في جامع القصر وحج بالناس رجل من أقرباء الأمير سيف الدولة صدقة
وممن توفي فيها من الأعيان :