ثم دخلت سنة خمسمائة من الهجرة
 
قال أبو داود في سننه حدثنا حجاج بن إبراهيم حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله ص لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبو المغيرة حدثني صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد ابن أبي وقاص عن النبي ص أنه قال إني لأرجو أن لا يعجز أمتي عند ربها أن يؤخرها نصف يو م قيل لسعد وكم نصف يوم قال خمسمائة سنة وهذا من دلائل النبوة وكر هذه المدة لا ينفى زيادة عليها كما هو الواقع لأنه عليه السلام ذكر شيئا من أشراط الساعة لا بد من وقوعها كما أخبر سواء بسواء وسيأتي ذكرها فيما بعد زماننا وبالله المستعان ومما وقع في هذه السنة من الحوادث أن السلطان محمد بن ملكشاه حاصر قلاعا كثيرة من حصون الباطنية فافتتح منها أماكن كثيرة وقتل خلقا منهم منها قلعة حصينة كان أبوه قال بناها بالقرب من أصبهان في رأس جبل منيع هناك وكان سبب بنائه لها أنه كان مرة في بعض صيوده فهرب منه كلب فاتبعه إلى رأس الجبل فوجده وكان معه رجل من رسل الروم فقال الرومي لو كان هذا الجبل ببلادنا لا تخذنا عليه قلعة فحدا هذا الكلام السلطان إلى ابتني في رأسه قلعة انفق عليها ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار ثم استحوذ عليها بعد ذلك رجل من الباطنية يقال له أحمد بن عبد الله بن عطاء فتعب المسلمون بسببها فحاصرها ابنه السلطان محمد سنة حتى افتتحها وسلخ هذا الرجل وحشى جلده تبنا وقطع رأسه وطاف به في الأقاليم ثم نقض هذه القلعة حجرا حجرا والقت إمرأته نفسها من أعلى القلعة فتلفت وهلك ما كان معها من الجواهر النفسية وكان الناس يتشاءمون بهذه القلعة يقولون كان دليلها كلبا والمشير بها كافرا والتمحصن بها زنديقا وفيها وقعت حروب كثيرة بين بني خفاجة وبين بني عبادة فقهرت عبادة خفاجة وأخذت بثأرها المتقدم منها وفيها أستحوذ سيف الدولة صدقة على مدينة تكريت بعد قتال كثير وفيها أرسل السلطان محمد الأمير جاولي سقاوو إلى الموصل وأقطعه إياها فذهب فأنتزعها من الأمير جكرمش بعد ما قاتله وهزم اصحابه وأسره ثم قتله بعد ذلك وقد كان جكرمش من خيار الأمراء سيرة وعدلا وأحسانا ثم أقبل قلج ارسلان بن قتلمش فحاصر الموصل فانتزعها من جاولي فصار حاولي إلى الرحبة فأخذها ثم أقبل إلى قتال قلج فكسره والقى قلج نفسه في النهر الذي للخابور فهلك وفيها نشأت حروب بين الروم والفرنج فاقتتلوا قتالا عظيما ولله الحمد وقتل من الفريقين طائفة كبيرة ثم كانت الهزيمة على الفرنج ولله الحمد رب العالمين

الموضوع السابق


مهارش بن مجلي