ثم دخلت سنة ثمان وخمسمائة
 
فيها وقع حريق عظيم ببغداد وفيها كانت زلزلة هائلة بأرض الجزيرة هدمت منها ثلاثة عشر برجا ومن الرها بيوتا كثيرة وبعض دور خراسان ودورا كثيرة في بلاد شتى فهلك من أهلها نحو من مائة ألف وخسف بنصف قلعة حران وسلم نصفها وخسف بمدينة سميساط وهلك تحت الردم خلق كثير وفيها قتل صاحب حلب تاج الدولة ألب أرسلان بن رضوان بن تتش قتله غلمانه وقام من بعده أخوه السلطان شاه بن رضوان وفيها ملك السلطان سنجر بن ملكشاه بلاد غزنة وخطب له بها بعد مقاتلة عظيمة وأخذ منها أموالا كثيرة لم يرى مثلها من ذلك خمس تيجان قيمة كل تاج منها ألف ألف دينار وسبعة عشر سريرا من ذهب وفضة وألف وثلاثمائة قطعة مصاغ مرصعة فأقام بها أربعين يوما وقرر في ملكها بهرام شاه رجل من بيت سبكتكين ولم يخطب بها لأحد من السلجوقية غير سنجر هذا وإنما كان لها ملوك سادة أهل جهاد وسنة لا يجسر أحد من الملوك عليهم ولا يطيق أحد مقاومتهم وهم بنو سبكتكين وفيها ولي السلطان محمد الأمير اقسنقر البرسقي الموصل وأعمالها وأمره بمقاتلة الفرنج فقاتلهم في أواخر هذه السنة فأخذ منهم الرها وحريمها وبروج وسميساط ونهب ماردين وأسر ابن ملكها إياز إيلغازي فأرسل السلطان محمد إليه من يتهدده ففر منه إلى طغتكين صاحب دمشق فاتفقا على عصيان السلطان محمد فجرت بينهما وبين نائب حمص قرجان بن قراجة حروب كثيرة ثم اصطلحوا وفيها ملكت زوجة مرعش الإفرنجية بعد وفاة زوجها لعنهما الله وحج بالناس فيها أمير الجيوش أبو الخير يمن الخادم وشكر الناس حجهم معه

الموضوع السابق


المؤتمن بن أحمد