ثم دخلت سنة إحدى عشرة وخمسمائة
 
في رابع صفر منها انكسف القمر كسوفا كليا وفي تلك الليلة هجم الفرنج على ربض حماه فقتلوا خلقا كثيرا ورجعوا إلى بلادهم وفيها كانت زلزلة عظيمة ببغداد سقط منها دور كثيرة بالجانب الغربي وغلت الغلات بها جدا وفيها قتل لؤلؤ الخادم الذي كان استحوذ على مملكة حلب بعد موت أستاذه رضوان بن تتش قتله جماعة من الأتراك وكان قد خرج من حلب متوجها إلى جعبر فنادى جامعة من مماليكه وغيرهم أرنب أرنب فرموه بالنشاب موهمين أنهم يصيدون أرنبا فقتلوه وفيها كان وفاة غياث الدين السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق سلطان بلاد العراق وخراسان وغير ذلك من البلاد الشاسعة والأقاليم الواسعة كان من خيار الملوك واحسنهم سيرة عادلا رحيما سهل الأخلاق محمود العشرة ولما حضرته الوفاة استدعى ولده محمود وضمه إليه وبكى كل منهما ثم أمره بالجلوس على سرير المملكة وعمره إذ ذاك أربعة عشر سنة فجلس وعليه التاج والسواران وحكم ولما توفي أبوه صرف الخزائن إلى العساكر وكان فيها إحدى عشر ألف ألف دينار واستقر الملك له وخطب له ببغداد وغيرها من البلاد ومات السلطان محمد عن تسع وثلاثين سنة وأربعة أشهر وأياما وفيها ولد الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى بن آقسنقر صاحب حلب بدمشق ممن توفى فيها من الأعيان :

الموضوع التالي


القاضي المرتضى

الموضوع السابق


محفوظ بن أحمد