وفاة الخليفة المستظهر بالله
 
هو أبو العباس أحمد بن المقتدي كان خيرا فاضلا ذكيا بارعا كتب الخط المنسوب وكانت أيامه ببغداد كأنها الأعياد وكان راغبا في البر والخير مسارعا إلى ذلك لا يرد سائلا وكان جميل العشرة لا يصغي إلى أقوال الوشاة من الناس ولا يثق بالمباشرين وقد ضبط أمور الخلافة جيدا وأحكمها وعلمها وكان لديه علم كثير وله شعر حسن قد ذكرناه أولا عند ذكر خلافته وقد ولي غسله ابن عقيل وابن السني وصلى عليه ولده أبو منصور الفضل وكبر أربعا ودفن في حجرة كان يسكنها ومن العجب انه لما مات السلطان الب ارسلان مات بعده الخليفة القائم ثم لما مات السلطان ملكشاة مات بعد المقتدى ثم لما مات السلطان محمد مات بعده المستظهر هذا في سادس عشر ربيع الآخر وله من العمر إحدى واربعون سنة وثلاثة أشهر وإحدى عشر يوما