ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة
 
فيها كثر موت الفجأة بأصبهان فمات ألوف من الناس وأغلقت دور كثيرة وفيها تزوج الخليفة بالخاتون فاطمة بنت محمد بن ملكشاه على صداق مائة ألف دينار فحضر أخوها السلطان مسعود العقد وجماعة من أعيان الدولة والوزراء والأمراء ونثر على الناس أنواع النثار وفيها صام أهل بغداد رمضان ثلاثين يوما ولم يروا الهلال ليلة إحدى وثلاثين مع كون السماء كانت مصحية
قال ابن الجوزي وهذا شيء لم يقع مثله وفيها هرب وزير صاحب مصر وهو تاج الدولة بهرام النصراني وقد كان تمكن في البلاد وأساء السيرة فتطلبه الخليفة الحافظ حتى أخذه فسجنه ثم أطلقه فترهب وترك العمل فاستوزر بعده رضوان بن الريحيني ولقبه الملك الافضل ولم يلقب وزير قبله بهذا ثم وقع بينه وبين الخليفة الحافظ فلم يزل به الخليفة حتى قتله واستقل بتدبير أموره وحده وفيها ملك عمادالدين زنكي عدة بلدان وفيها طلع بالشام سحاب أسود أظلمت له الدنيا ثم ظهر بعده سحاب أحمر كأنه نار أضاءت له الدنيا ثم جاءت ريح عاصف ألقت أشجارا كثيرة ثم وقع مطر شديد وسقط برد كبار وفيها قصد ملك الروم بلاد الشام فأخذ بلادا كثيرة من أيدي الفرنج وأطاعه ابن اليون ملك الأرمن وممن توفي فيها من الأعيان :

الموضوع التالي


أحمد بن محمد بن ثابت

الموضوع السابق


محمد بن الفضل