أنوشروان بن خالد
 
ابن محمد القاشاني القيني من قرية قين من قاشان الوزير أبو نصر وزر للسلطان محمود وللخليفة المسترشد وكان عاقلا مهيبا عظيم الخلقة وهو الذي ألزم أبا محمد الحريري بتكميل المقامات وكان سبب ذلك أن أبا محمد كان جالسا في مسجد بني حرام في محلة من محال البصرة فدخل عليه شيخ ذو طمرين فقالوا من أنت قال أنا رجل من سروج يقال لي أبو زيد فعمل الحريري المقامة الحرامية واشتهرت في الناس فلما طالها الوزير أنوشروان أعجب بها وكلف أبا محمد الحريري أن يزيد عليها غيرها فزاد عليها غيرها إلى تمام خمسين مقامة فهي هذه المشهور الدولة المتداول بين الناس وقد كان الوزير أنوشروان كريما وقد مدحه الحريري صاحب المقامات
ألا ليت شعري والتمنيي لعله * وإن كان فيه راحة لأخي الكرب
أتدرون أني مذتناءت دياركم * وشط اقتاربي من جنابكم الرحب
أكابد شوقا ما أزال أداره * يقلبني في الليل جنبا على جنب
وأذكر أيام التلاقي فأنثني * لتذكارها بادي الاسي طائر اللب
ولي حنة في كل وقت إليكم * ولا حنة الصادي إلى البارد العذب
فو الله لو أني كتمت هواكم * لما كان مكتوما بشرق ولا غرب
ومما شجا قلبي المعني وشفه * رضاكم بإهمال الاجابة عن كتبي
وقد كنت لا أخشى مع الذنب جفوة * فقد صرت أخشاها ومالي من ذنب
ولما سرى الوفد العراقي نحوكم * وأعوزني المسري إليكم مع الركب
جعلت كتابي نائبا عن ضرورتي * ومن لم يجد ماء تيمم بالترب
ويعضد أيضا يضعة من جوارحي * تنبيكم عن سر حالي وتستنبي
ولست أرى أذكاركم بعد خيركم * بمكرمة حسبي اعتذاركم حسبي