ثم دخلت سنة ست وأربعين وخمسمائة
 
فيها أغار جيش السلطان على بلاد الإسماعيلية فقتلوا خلقا ورجعوا سالمين وفيها حاصر نور الدين دمشق شهورا ثم ترحل عنها إلى حلب وكان الصلح على يدي البرهان البلخي وفيها اقتتل الفرنج وجيش نور الدين فأنهزم المسلمون وقتل منهم خلق فإنا لله وإنا إليه راجعون ولما وقع هذا الأمر شق ذلك على نور الدين وترك الترفه وهجر اللذة حتى يأخذ بالثار ثم إن أمراء التركمان ومعهم جماعة من أعوانهم ترصدوا الملك جوسليق الإفرنجي فلم يزالوا به حتى أسروه في بعض متصيداته فأرسل نور الدين فكبس التركمان وأخذ منهم جوسليق أسيرا وكان من أعيان الكفرة وأعظم الفجرة فأوقفه بين يديه في أذل حال ثم سجنه ثم سار نور الدين إلى بلاده فأخها كلها بما فيها وفي ذي الحجة جلس ابن العبادي في جامع المنصور وتكلم وعنده جماعة من الأعيان فكادت الحنابلة يثيرون فتنة ذلك اليوم ولكن لطف الله وسلم وحج بالناس فيها قيماز الأرجواني وممن توفي فيها من الأعيان :