ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
 
في المحرم دخل السلطان سليمان شاه بن محمد بن ملكشاه إلى بغداد وعلى رأسه الشمسية فتلقاه الوزير ابن هبيرة وأدخله على الخليفة فقبل الأرض وحلفه على الطاعة وصفاء النية والمناصحة والمودة وخلع عليه خلع الملوك وتقرر أن للخليفة العراق ولسليمان شاه ما يفتحه من خراسان ثم خطب له ببغداد بعد الملك سنجر ثم خرج منها في ربيع الأول فاقتتل هو والسلطان محمد بن محمود بن ملكشاه فهزمه محمد وهزم عسكره فذهب مهزوما فتلقاه نائب قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل فأسره وحبسه بقلعة الموصل وأكرمه مدة حبسه وخدمه وهذا من أغرب الإتفاقات وفيها ملكت الفرنج المهدية من بلاد المغرب بعد حصار شديد وفيها فتح نور الدين محمود بن زنكي قلعة تل حارم واقتلعها من أيدي الفرنج وكانت من أحصن القلاع وأمنع البقاع وذلك بعد قتال عظيم ووقعة هائلة كانت من أكبر الفتوحات وامتدحه الشعراء عند ذلك وفيها هرب الملك سنجر من الأسر وعاد إلى ملكه بمرو وكان له في يد أعدائه نحو من خمس سنين وفيها ولي عبدالمؤمن ملك الغرب أولاده على بلاده استناب كل واحد منهم على بلد كبير وإقليم متسع

الموضوع التالي


حصار بغداد