علي بن الحسين
 
أبو الحسن الغزنوي الواعظ كان له قبول كثير من العامة وبنت له الخاتون زوجة المستظهر رباطا بباب الأزج ووقفت عليه أوقافا كثيرة وحصل له جاه عريض وزاره السلطان وكان حسن الإيراد مليح الوعظ يحضر مجلسه خلق كثير وجم غفير من أصناف الناس وقد ذكر ابن الجوزي أشياء من وعظه قال وسمعته يوما يقول حزمة حزن خير من أعدال أعمال ثم أنشد
كم حسرة لي في الحشا * من ولد إذا نشا
أملت فيه رشده
فما يشاء كما نشا * قال وسمعته يوما ينشد
يحسدني قومي على صنعتي
لأنني في صنعتي فارس
سهرت في ليلي واستنعسوا * وهل يستوي الساهر والناعس
قال وكان يقول تولون اليهود والنصارى فيسبون نبيكم في يوم عيدكم ثم يصبحون يجلسون إلى جانبكم ثم يقول ألا هل بلغت قال وكان يتشيع ثم سعى في منعه من الوعظ ثم أذن له ولكن ظهر للناس أمر العبادي وكان كثير من الناس يميلون إليه وقد كان السلطان يعظمه ويحضر مجلسه فلما مات السلطان مسعود ولي الغزنوي بعده وأهين إهانة بالغة فمرض ومات في هذه السنة قال ابن الجوزي وبلغني أنه كان يعرق في نزعه ثم يفيق وهو يقول رضى وتسليم ولما مات دفن في رباطه الذي كان فيه

الموضوع السابق


حصار بغداد