ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة
 
فيها أكثر فساد التركمان من أصحاب ابن برجم الإيواني فجهز إليهم الخليفة منكورس المسترشدي في جيش كثيف فالتقوا معهم فهزمهم أقبح هزيمة وجاؤا بالأسارى والرؤس إلى بغداد وفيها كانت وقعة عظيمة بين السلطان محمود وبين الغز فكسروه ونهبوا البلاد وأقاموا بمرو ثم طلبوه إليهم فخاف على نفسه فأرسل ولده بين يديه فأكرموه ثم قدم السلطان عليهم فاجتمعوا عليه وعظموه وفيها وقعت فتنة كبيرة بمرو بين فقيه الشافعية المؤيد بن الحسين وبين نقيب العلويين بها أبي القاسم زيد بن الحسن فقتل منهم خلق كثير وأحرقت المدارس والمساجد والأسواق وانهزم المؤيد الشافعي إلى بعض القلاع وفيها ولد الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله وفيها خرج المقتفي نحو الأنبار متصيدا وعبر الفرات وزار الحسين ومضى إلى واسط وعاد إلى بغداد ولم يكن معه الوزير وحج بالناس فيها قيماز الأرجواني وفيها كسر جيش مصر الفرنج بأرض عسقلان كسروهم كسرة فجيعة صحبة الملك صالح أبو الغارات فارس الدين طلائع بن رزيك وامتدحه الشعراء وفيها قدم الملك نور الدين من حلب إلى دمشق وقد شفي من المرض ففرح به المسلمون وخرج إلى قتال الفرنج فانهزم جيشه وبقي هو في شرذمة قليلة من أصحابه في نحر العدو فرموهم بالسهام الكثيرة ثم خاف الفرنج أن يكون وقوفه في هذه الشرذمة القليلة خديعة لمجيء كمين إليهم ففروا منهزمين ولله الحمد وممن توفي فيها من الأعيان :

الموضوع التالي


عبدالأول بن عيسى

الموضوع السابق


يحيى بن عيسى