خلافة المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفي
 
لما توفي أبوه كما ذكرنا بويع بالخلافة في صبيحة يوم الأحد ثاني ربيع الأول من هذه السنة بايعه اشراف بني العباس ثم الوزير والقضاة والعلماء والأمراء وعمره يومئذ خمس واربعون سنة وكان رجلا صالحا وكان ولي عهد أبيه من مدة متطاولة ثم عمل عزاء أبيه ولما ذكر أسمه يوم الجمعة في الخطبة نثرت الدراهم والدنانير على الناس وفرح المسلمون به بعد أبيه وأقر الوزير ابن هبيرة على منصبه ووعده بذلك إلى الممات وعزل قاضي القضاة ابن الدامغاني وولي مكانه أبا جعفر بن عبد الواحد وكان شيخا كبيرا له سماع بالحديث وباشر الحكم بالكوفة ثم توفي في ذي الحجة منها وفي شوال من هذه السنة أتفق الأتراك بباب همذان على سليمان شاه وخطبوا لأرسلان شاه بن طغرل وفيها توفي :