ذكر قتل الطواشي
 
مؤتمن الخلافة وأصحابه على يدي صلاح الدين وذلك أنه كتب من دار الخلافة بمصر إلى الفرنج ليقدموا إلى الديار المصرية ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية وكان الذي يفد بالكتاب إليهم الطواشي مؤتمن الخلافة مقدم العساكر بالقصر وكان حبشيا وارسل الكتاب مع إنسان أمن إليه فصادفه في بعض الطريق من أنكر حاله فحمله إلى الملك صلاح الدين فقرره فأخرج الكتاب ففهم صلاح الدين الحال فكتمه واستشعر الطواشي مؤتمن الدولة أن صلاح الدين قد أطلع على الأمرفلازم القصر مدة طويلة خوفا على نفسه ثم عن له في بعض الأيام أن خرج إلى الصيد فأرسل صلاح الدين إليه من قبض عليه وقتله وحمل رأسه إليه ثم عزل جميع الخدام الذين يلون خدمة القصر واستناب على القصر عوضهم بهاء الدين قراقوش وأمره أن يطالعه بجميع الأمور صغارها وكبارها