محمود بن زنكي بن آقسنقر
 
السلطان الملك العادل نور الدين صاحب بلاد الشام وغيرها من البلدان الكثيرة الواسعة كان مجاهدا في الفرنج آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر محبا للعلماء والفقراء والصالحين مبغضا للظلم صحيح الإعتقاد مؤثرا لأفعال الخير لا يجسر أحد أن يظلم أحدا في زمانه وكان قد قمع المناكر وأهلها ورفع العلم والشرع وكان مدمنا لقيام الليل يصوم كثيرا ويمنع نفسه عن الشهوات وكان يحب التيسير على المسلمين ويرسل البر إلى العلماء والفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وليست الدنيا عنده بشيء رحمه الله وبل ثراه بالرحمة والرضوان قال ابن الجوزي استرجع نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله تعالى من أيدي الكفار نيفا وخمسين مدينة وقد كان يكاتبني وأكاتبه قال ولما حضرته الوفاة أخذ العهد على الأمراء من بعده لولده يعني الصالح إسماعيل وجدد العهد مع صاحب طرابلس أن لا يغير على الشام في المدة التي كان ماده فيها وذلك أنه كان قد أسره في بعض غزواته وأسر معه جماعة من أهل دولته فافتدى نفسه منه بثلاثمائة ألف دينار وخمسمائة حصان وخمسمائة وردية ومثلها برانس أي لبوس وقنطوريات وخمسمائة أسير من المسلمين وعاهده أن لا يغير على بلاد المسلمين لمدة سبعة سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام وأخذ منه رهائن على ذلك مائة من أولاده وأولاد أكابر الفرنج وبطارقتهم فإن نكث أراق دماءهم وكان قد عزم على فتح بيت المقدس شرفه الله فوافته المنية في شوال من هذه السنة والأعمال بالنيات فحصل له اجر ما نوى وكانت ولايته ثمان وعشرين سنة وأشهرا وقد تقدم ذلك وهذا مقتضى ما ذكره ابن الجوزي ومعناه

الموضوع التالي


الخضر بن نصر

الموضوع السابق


الأهوازي