وفاة المستضيء بأمر الله وشيء من ترجمته
 
كان ابتداء مرضه أواخر شوال فأرادت زوجته أن تكتم ذلك فلم يمكنها ووقعت فتنة كبيرة ببغداد ونهبت العوام دورا كثيرة وأموالا جزيلة فلما كان يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال خطب لولي العهد أبي العباس أحمد بن المستضيء وهو الخليفة الناصر لدين الله وكان يوما مشهودا نثر الذهب فيه على الخطباء والمؤذنين ومن حضر ذلك عند ذكر اسمه على المنبر وكان مرضه بالحمى ابتدأ فيها يوم عيد الفطر ولم يزل الأمر بتزايد به حتى استكمل في مرضه شهرا ومات سلخ شوال وله من العمر تسع وثلاثون سنة وكانت مدة خلافته تسع سنين وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما وغسل وصلي عليه من الغد ودفن بدار النصر التي بناها وذلك عن وصيته التي أوصاها وترك ولدين أحدهما ولي عهده وهو عدة الدنيا والدين أبو العباس أحمد الناصر لدين الله والآخر أبو منصور هاشم وقد وزر له جماعة من الرؤساء وكان من خيار الخلفاء آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مزيلا عن الناس المكوسات والضرائب مبطلا للبدع والمعائب وكان حليما وقورا كريما وبويع بالخلافة من بعده لولده الناصر وفيها توفي من الأعيان :

الموضوع التالي


إبراهيم بن علي

الموضوع السابق


ذكر تخريب حصن الأحزان