خلافة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء
 
لما توفي أبوه في سلخ شوال من سنة خمس وسبعين وخمسمائة بايعه الأمراء والوزراة والكبراء والخاصة والعامة وكان قد خطب له على المنابر في حياة أبيه قبل موته بيسير فقيل إنه إنما عهد له قبل موته بيوم وقيل بأسبوع ولكن قدر الله أنه لم يختلف عليه اثنان بعد وفاة أبيه ولقب بالناصر ولم يل الخلافة من بني العباس قبله أطول مدة منه فإنه مكث خليفة إلى سنة وفاته في ثلاث وعشرين وستمائة وكان ذكيا شجاعا مهيبا كما سيأتي ذكر سيرته عند وفاته وفي سابع ذي القعدة من هذه السنة عزل صاحب المخزن ظهير الدين أبو بكر بن العطار واهين غاية الإهانة وهو وأصحابه وقتل خلق منهم وشهر في البلد وتمكن أمر الخليفة الناصر وعظمت هيبته في البلاد وقام قائم الخلافة في جميع الأمور ولما حضر عيد الأضحى أقيم على ما جرت به العادة والله أعلم