فصل في وفاة المنصور عزالدين
 
فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك ونائب دمشق لعمه الناصر وهو والد الأمجد بهرام شاه صاحب بعلبك بعد أبيه وإليه تنسب المدرسة الفروخ شاهية بالشرق الشمالي بدمشق وإلى جانبها التربة الأمجدية لولده وهما وقف على الحنفية والشافعية وقد كان فروخ شاه شجاعا شهما عاقلا ذكيا كريما ممدحا أمتدحه الشعراء لفضله وجوده وكان من أكبر أصحاب الشيخ تاج الدين أبي اليمن الكندي عرفه من مجلس القاضي الفاضل فأنتمى إليه وكان يحسن إليه وله وللعماد الكاتب فيه مدائح وكان ابنه الأمجد شاعرا جيدا ولاه عم أبيه صلاح الدين بعلبك بعد أبيه واستمر فيها مدة طويلة ومن محاسن فروخ شاه صحبته لتاج الدين الكندي وله شعر رائق
أنا في أسر السقام * و هو في هذا المقام
رشأ يرشق عينا * فؤادي بسهام
كلما أرشفني فا * ه على حر الأوام
ذقت منه الش * هد المصفى في المدام
وقد دخل الحمام فرأى رجلا كان يعرفه من أصحاب الأموال و قد نزل به الحال حتى إنه كان يستتر ببعض ثيابه لئلا تبدو عورته فرق له وامر غلامه أن ينقل بقجة وبساطا إلى موضع الرجل وأمره فأحضر ألف دينار وبغلة وتوقيعا له في كل شهر بعشرين ألف دينار فدخل الرجل الحمام فقيرا وخرج منه غنيا فرحمه الله على الأجواد الجياد وفيها توفي من الأعيان :

الموضوع التالي


الشيخ أبو العباس

الموضوع السابق


فصل