فصل ( اشتداد حصار الفرنج للمدينة ) .
 
وفي ثالث رمضان اشتد حصار الفرنج للمدينة حتى نزلوا إلى الخندق فبرز إليهم أهل البلد فقتلوا منهم خلقا كثيرا وتمكنوا من حريق الكيس والأسوار وسرى حريقه إلى السقوف وارتفعت له لهبة عظيمة في عنان السماء ثم اجتذبه المسلمون إليهم بكلاليب من حديد في سلاسل فحصل عندهم وألقوا عليه الماء البارد فبرد بعد أيام فكان فيه من الحديد مائة قنطار بالدمشقي ولله الحمد والمنة وفي الثامن والعشرين من رمضان توفي الملك زين الدين صاحب أربل في حصار عكا مع السلطان فتأسف الناس عليه لشبابه وغربته وجودته وعزى أخاه مظفر الدين فيه وقام بالملك من بعده وسأل من صلاح الدين أن يضيف إليه شهرزور وحران والرها وسميساط وغيرها وتحمل مع ذلك خمسين ألف دينار نقدا فأجيب إلى ذلك وكتب له تقليدا وعقد له لواء وأضيف ما تركه إلى الملك المظفر تقي الدين ابن أخي السلطان صلاح الدين