أبو منصور بن أبي بكر بن شجاع
 
المركلسي ببغداد ويعرف بابن نقطة كان يدور في أسواق بغداد بالنهار ينشد كان وكان والمواليا ويسحر الناس في ليالي رمضان وكان مطبوعا ظريفا خليعا وكان اخوه الشيخ عبدالغني الزاهد من أكابر الصالحين له زاوية ببغداد يزار فيها وكان له اتباع ومريدون ولا يدخر شيئا يحصل له من الفتوح تصدق في ليلة بألف دينار وأصحابه صيام لم يدخر منها شيئا لعشائهم وزوجته أم الخليفة بجارية من خواصها وجهزتها بعشرة آلاف دينار إليه فما حال الحول وعندهم من ذلك شيء سوى هاون فوقف سائل ببابه فالح في الطلب فأخرج إليه الهاون فقال خذ هذا وكل به ثلاثين يوما ولا تسأل الناس ولا تشنع على الله عز وجل هذا الرجل من خيار الصالحين والمقصود انه قال لأخيه أبي منصور ويحك أنت تدور في الاسواق وتنشد الاشعار واخوك من قد عرفت فأنشأ يقول في جواب ذلك بيتين مواليا من شعره على البديهة
قد خاب من شبه الجزعة إلى درة * وقاس قحبة إلى مستحيية حرة
انا مغني وأخي زاهد إلى مرة * في الدر ببرى ذي حلوة وذي مرة
وقد جرى عنده مرة ذكر قتل عثمان وعلى حاضر فأنشأ يقول كان وكان ومن قتل في جواره مثل ابن عفان فاعتذر يجب عليه أن يقبل في الشام عذر يزيد فأرادت الروافض قتله فاتفق أنه بعض الليالي يسحر الناس في رمضان إذ مر بدار الخليفة فعطس الخليفة في الطارقة فشمته أبو منصور هذا من الطريق فأرسل إليه مائة دينار ورسم بحمايته من الروافض إلى أن مات في هذه السنة رحمه الله وفيها توفي مسند الشام