ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وخمسمائة
 
فيها شرع الشيخ أبو عمر محمد بن قدامة باني المدرسة بسفح قايسون في بناء المسجدالجامع بالسفح فاتفق عليه رجل يقال له الشيخ أبو داود محاسن الغامي حتى بلغ البناء مقدار قامة فنفد ما عنده وما كان معه من المال فأرسل الملك المظفر كوكرى بن زين الدين صاحب إربل مالا جزيلا ليتمه به فكمل وأرسل ألف دينار ليساق بها إليه الماء من بردى فلم يمكن من ذلك الملك المعظم صاحب دمشق واعتذر بأن هذا فرش قبور كثيرة للمسلمين فصنع له بئر وبغل يدور ووقف عليه وقفا لذلك وفيها كانت حروب كثيرة وخطوب طويلة بين الخوارزمية والغورية ببلاد المشرق بسطها ابن الاثير واختصرها ابن كثير وفيها درس بالنظامية مجدالدين يحيى بن الربيع وخلع عليه خلعة سنية سوداء وطرحة كحلى وحضر عنده العلماء والأعيان وفيها تولى القضاء ببغداد أبو الحسن علي بن سليمان الجيلي وخلع عليه أيضا وفيها توفي من الاعيان :