ثم دخلت سنة تسع وتسعين وخمسمائة
 
قال سبط ابن الجوزي في مرآته في ليلة السبت سلخ المحرم هاجت النجوم في السماء وماجت شرقا وغربا وتطايرت كالجراد المنتشر يمينا وشمالا قال ولم ير مثل هذا إلا في عام المبعث وفي سنة احدى وأربعين ومائتين وفيها شرع بعمارة سور قلعة دمشق وابتدئ ببرج الزاوية الغربية القبلية المجاور لباب النصر وفيها أرسل الخليفة الناصر الخلع وسراويلات الفتوة إلى الملك العادل وبنيه وفيها بعث العادل ولده موسى الأشرف لمحاصرة ماردين وساعده جيش سنجار والموصل ثم وقع الصلح على يدي الظاهر على أن يحمل صاحب ماردين في كل سنة مائة ألف وخمسين ألف دينار وأن تكون السكة والخطبة للعادل وأنه متى طلبه بجيشه يحضر إليه وفيها كمل بناء رباط الموريانية ووليه الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد الشهرزوري ومعه جماعة من الصوفية ورتب لهم من المعلوم والجراية ما ينبغي لمثلهم وفيها احتجر الملك العادل على محمد بن الملك العزيز إخوته وسيرهم إلى الرها خوفا من آفائهم بمصر وفيها استحوذت الكرج على مدينة دوين فقتلوا أهلها ونهبوها وهي من بلاد آذربيحان لاشتغال ملكها بالفسق وشرب الخمر قبحه الله فتحكمت الكفرة في رقاب المسلمين بسببه وذلك كله غل في عنقه يوم القيامة وفيها توفي