ثم دخلت سنة إحدى وستمائة
 
فيها عزل الخليفة ولده محمد الملقب بالظاهر عن ولاية العهد بعد ما خطب له سبعة عشر سنة وولى العهد ولده الاخر عليا فمات على عن قريب فعاد الأمر إلى الظاهر فبويع له بالخلافة بعد أبيه الناصر كما سيأتي في سنة ثلاث وعشرين وستمائة
وفيها وقع حريق عظيم بدار الخلافة في خزائن السلاح فاحترق من ذلك شيء كثير من السلاح والمتعة والمساكن ما يقارب قيمته أربعة آلاف ألف دينار وشاع خبر هذا الحريق في الناس فأرسلت الملوك من سائر الاقطار هدايا أسلحة إلى الخليفة عوضا عن ذلك وفوقه من ذلك شيئا كثيرا
وفيها عاثت الكرج ببلاد المسلمين فقتلوا خلقا وأسروا آخرين وفيها وقعت الحرب بين امير مكة قتادة الحسيني وبين أمير المدينة سالم بن قاسم الحسيني وكان قتادة قد قصد المدينة فحصر سالما فيها فركب إليه سالم بعد ما صلى عندا لحجرة فاستنصر الله عليه ثم برز إليه فكسره وساق وراءه إلى مكة فحصره بها ثم إن قتادة أرسل إلى أمراء سالم فافسدهم عليه فكر سالم راجعا إلى المدينة سالما
وفيها ملك غياث الدين كبيحسرو بن قلج ارسلان بن مسعود بن قلج بلاد الروم واستلبها من ابن اخيه واستقر هو بها وعظم شأنه وقويت شوكته وكثرت عساكره واطاعه الأمراء وأصحاب الأطراف وخطب له الأفضل بن صلاح الدين بسميساط وسار إلى خدمته واتفق في هذه السنة أن رجلا ببغداد نزل إلى دجلة يسبح فيها واعطى ثيابه لغلامه فغرف في الماء فوجد في ورقة بعمامته هذه الابيات
يا ايها الناس كان لي أمل * قصر بي عن بلوغه الأجل
فليتق الله ربه رجل * امكنه في حياته العمل
ما انا وحدي بفناء بيت * يرى كل إلى مثله سينتقل
وفيها توفي من الاعيان :