الملك الظاهر أبو منصور
 
غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب وكان من خيار الملوك وأسدهم سيرة ولكن كان فيه عسف ويعاقب على الذنب اليسير كثيرا وكان يكرم العلماء والشعراء والفقراء أقام في الملك ثلاثين سنة وحضر كثيرا من الغزوات مع أبيه وكان ذكيا له رأي جيد وعبارة سديدة وفطنة حسنة بلغ أربعا واربعين سنة وجعل الملك من بعده لولده العزيز غياث الدين محمد و كان حينئذ ابن ثلاث سنين وكان له أولاد كبار ولكن ابنه هذا الصغير الذي عهد إليه كان من بنت عمه العادل وأخواله الأشرف والمعظم والكامل وجده وأخواله لا ينازعونه ولو عهد لغيره من أولاده لأخذوا الملك منه وهكذا وقع سواء بايع له جده العادل وأخواله وهم المعظم بنقض ذلك وبأخذ الملك منه فلم يتفق له ذلك وقام بتدبير ملكه الطواشي شهاب الدين طفر بك الرومي الابيض وكان دينا عاقلا وفيها توفي من الاعيان :