ثم دخلت سنة تسع عشرة وستمائة
 
فيها نقل تابوت العادل من القلعة إلى تربته العادلية الكبيرة فصلى عليه أولا تحت النسر بالجامع الأموي ثم جاؤا به إلى التربة المذكورة فدفن فيها ولم تكن المدرسة كملت بعد وقد تكامل بناؤها في هذه السنة أيضا وذكر الدرس بها القاضي جمال الدين المصري وحضر عنده السلطان المعظم فجلس في الصدر وعن شماله القاضي وعن يمينه صدر الدين الحصيري شيخ الحنفية وكان في المجلس الشيخ تقي الدين بن الصلاح إمام السلطان والشيخ سيف الدين الآمدي إلى جانب المدرس وإلى جانبه شمس الدين بن سناء الدولة ويليه النجم خليل قاضي العسكر وتحت الحصيري شمس الدين بن الشيرازي وتحته محيي الدين التركي وفيه خلق من الاعيان والأكابر وفيهم فخر الدين بن عساكر وفيها أرسل الملك المعظم الصدر الكشهني محتسب دمشق إلى جلال الدين بن خوارزم شاه يستعينه على أخويه الكامل والأشرف اللذين قد تمالا عليه فأجابه إلى ذلك بالسمع والطاعة ولما عاد الصدر المذكور أضاف إليه مشيخة الشيوخ وحج في هذه السنة الملك مسعود بن أقسيس بن الكامل صاحب اليمن فبدت منه أفعال ناقصة بالحرم من سكر ورشق حمام المسجد بالبندق من أعلا قبة زمزم وكان إذا نام في دار الامارة يضرب الطائفون بالمسعى بأطراف السيوف لئلا يشوشوا عليه وهو نوم سكر قبحه الله ولكن كان مع هذا كله مهيبا محترما والبلاد به آمنة مطمئنة وقد كاد يرفع سنجق أبيه يوم عرفة على سنجق الخليفة فيجرى بسبب ذلك فتنة عظيمة وما مكن من طلوعه وصعوده إلى الجبل إلا في آخر النهار بعد جهد جهيد وفيها كان بالشام جراد كثيرا أكل الزرع والثمار والأشجار وفيها وقعت حروب كثيرة بين القبجاق والكرج وقتال كثير بسبب ضيق بلاد القبجاق عليهم وفيها ولى قضاء القضاة ببغداد أبو عبد الله محمد بن فلان ولبس الخلعة في باب دار الوزارة مؤيد الدين محمد بن محمد القيمق بحضرة الاعيان والكبراء وقرئ تقليده بحضرتهم وساقه ابن الساعي بحروفه وممن توفي فيها من الاعيان