ثم دخلت سنة إثنتين وعشرين وستمائة
 
فيها عاثت الخوارزمية حين قدموا مع جلال الدين بن خوارزم شاه من بلاد غزنة مقهورين من التتار إلى بلاد خوزستان ونواحي العراق فأفسدوا فيه وحاصروا مدنه ونهبوا قراه وفيها استحوذ جلال الدين بن خوارزم شاه على بلاد أذربيجان وكثيرا من بلادا لكرج وكسر الكرج وهم في سبعين ألف مقاتل فقتل منهم عشرين ألفا من المقاتلة واستفحل امره جدا وعظم شأنه وفتح تفليس فقتل منها ثلاثين ألفا وزعم أبو شامه أنه قتل من الكرج سبعين ألفا في المعركة وقتل من تفليس تمام المائة ألف وقد اشتغل بهذه الغزوة عن قصد بغداد وذلك أنه لما حاصر دقوقا سبه أهلها ففتحها قسرا وقتل من أهلها خلقا كثيرا وخرب سورها وعزم على قصد الخليفة ببغداد لأنه فيم زعم عمل على أبيه حتى هلك واستولت التتر على البلاد وكتب إلى المعظم بن العادل يستدعيه لقتال الخليفة ويحرضه على ذلك فامتنع المعظم من ذلك ولما علم الخليفة بقصد جلال الدين بن خوارزم شاه بغداد انزعج لذلك وحصن بغداد واستخدم الجيوش والاجناد أنفق في الناس ألف ألف دينار وكان جلال الدين قد بعث جيشا إلى الكرج فكتبوا إليه أن أدركنا قبل أن نهلك عن آخرنا وبغداد ما تفوت فسار إليهم وكان من أمره ما ذكرنا
وفيها كان غلاء شديد بالعراق والشام بسبب قلة الأمطار وإنتشار الجراد ثم أعقب ذلك فناء كثير بالعراق والشام أيضا فمات بسببه خلق كثير في البلدان فإنا لله وإنا إليه راجعون