الأمير سيف الدين علي
 
ابن الأمير علم الدين بن سليمان بن جندر كان من أكابر الأمراء بحلب وله الصدقات الكثيرة ووقف بها مدرستين إحداهما على الشافعية والأخرى على الحنفية وبنى الخانات والقناطر وغير ذلك من سبل الخيرات والغزوات رحمه الله
الشيخ علي الكردي
الموله المقيم بظاهر باب الجابية قال أبو شامة وقد اختلفوا فيه فبعض الدماشقة يزعم انه كان صاحب كرامات وأنكر ذلك آخرون وقالوا ما رآه أحد يصلي ولا يصوم ولا لبس مداسا بل كان يدوس النجاسات ويدخل المسجد على حاله وقال آخرون كان له تابع من الجن يتحدث على لسانه حكى السبط عن امرأة قالت جاء خبر بموت أمي باللاذقية أنها ماتت وقال لي بعضهم إنها لم تمت
قالت فممرت به وهو قاعد عند المقابر فوقفت عنده فرفع رأسه وقال لي ماتت ماتت إيش تعملين فكان كما قال وحكى لي عبد الله صاحبي قال صبحت يوما وما كان معي شيء فاجتزت به فدفع إلي نصف درهم وقال يكفي هذا للخبز والفت بدبس وقال مر يوما على الخطيب جمال الدين الدولعي فقال له يا شيخ علي أكلت اليوم كسيرات يابسة وشربت عليها الماء فكفتني فقال له الشيخ علي الكردي وما تطلب نفسك شيئا آخر غير هذا قال لا فقال يا مسلمين من يقنع بكسرة يابسة يحبس نفسه في هذه المقصورة ولا يقضي ما فرضه الله عليه من الحج
الفخر ابن تيمية
محمد بن ابي القاسم بن محمد الشيخ فخر الدين أبو عبد الله بن تيمية الحراني عالمها وخطيبها وواعظها اشتغل على مذهب الامام احمد وبرع فيه وبرز وحصل وجمع تفسيرا حافلا في مجلدات كثيرة وله الخطب المشهورة المنسوبة إليه وهم عم الشيخ مجدا لدين صاحب المنتقى في الأحكام قال ابو المظفر سبط ابن الجوزي سمعته يوم جمعة بعدالصلاة وهو يعظ الناس ينشد
أحبابنا قد ندرت مقلتي * ما تلتقي بالنوم او نلتقي
رفقا بقلب مغرم واعطفوا * على سقام الجسد المحرق
كم تمطلوني بليالي اللقا * قد ذهب العمر ولم نلتقي
وقد ذكرنا أنه قدم بغداد حاجا بعد وفاة شيخه أبي الفرج ابن الجوزي ووعظ بها في مكان وعظه