الملك المظفر أبو سعيد كوكبري
 
ابن زين الدين علي بن تبكتكين أحد الاجواد والسادات الكبراء والملوك الامجاد له آثار حسنة وقد عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون وكان قدهم بسياقه الماء إليه من ماء بذيرة فمنعه المعظم من ذلك واعتل بأنه قد يمر على مقابر المسلمين بالسفوح وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الاول
ويحتفل به احتفالا هائلا وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدا في المولد النبوي سماه التنوير في مولد البشير النذير فأجازه على ذلك بألف دينار وقد طالت مدته في الملك في زمان الدولة الصلاحية وقد كان محاصر عكا وإلى هذه السنة محمودالسيرة والسريرة قال السبط حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف راس مشوى وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى قال وكان يحضر عنده في المولد اعيان العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لهم ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة وكانت صدقاته في جميع القرب والطاعات على الحرمين وغيرهما ويتفك من الفرنج في كل سنة خلقا من الاسارى حتى قيل إن جملة من استفكه من ايديهم ستون ألف أسير قالت زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب وكان قد زوجه إياها أخوها صلاح الدين لما كان معه على عكا قالت كان قميصه لا يساوي خمسة دراهم فعاتبته بذلك فقال لبسي ثوبا بخمسة واتصدق بالباقي خير من أن البس ثوبا مثمنا وادع الفقير المسكين وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار وعلى دار الضيافة في كل سنة مائة ألف دينار وعلى الحرمين والمياه بدرب الحجاز ثلاثين ألف دينار سوى صدقات السر رحمه الله تعالى وكانت وفاته بقلعة إربل وأوصى أن يحمل إلى مكة فلم يتفق فدفن بمشهد علي