أبو الحسن علي بن أبي علي
 
ابن محمد بن سالم الثعلبي الشيخ سيف الدين الامدي ثم الحموي ثم الدمشقي صاحب المصنفات في الاصلين وغير ذلك من ذلك أبكار الأفكار في الكلام ودقائق الحقائق في الحكمة وأحكام الأحكام في أصول الفقه وكان حنبلي المذهب فصار شافعيا أصوليا منطقيا جدليا خلافيا وكان حسن الاخلاق سليم الصدر كثير البكاء رقيق القلب وقد تكلموا فيه بأشياء الله أعلم بصحتها والذي يغلب على الظن أنه ليس لغاليها صحة وقد كانت ملوك بني أيوب كالمعظم والكامل يكرمونه وإن كانوا لا يحبونه كثيرا وقد فوض إليه المعظم تدريس العزيزية فلما ولى الأشرف دمشق عزله عنها ونادى بالمدارس أن لا يشتغل أحد بغير التفسير والحديث والفقه ومن اشتغل بعلوم الاوائل نفيته فأقام الشيخ سيف الدين بمنزله إلى أن توفي بدمشق في هذه السنة في صفر ودفن بتربته بسفح قاسيون وذكر القاضي ابن خلكان انه اشتغل ببغداد على ابي الفتح نصر بن فتيان بن المنى الحنبلي ثم انتقل إلى مذهب الشافعي فأخذ عن ابن فضلان وغيره وحفظ طريقة الخلاف للشريف وزوائد طريقة أسعد الميهني ثم انتقل إلى الشام واشتغل بعلوم المعقول ثم إلى الديار المصرية فأعاد بمدرسة الشافعية بالقرافة الصغرى وتصدر بالجامع الظافري واشتهر فضله وانتشرت فضائله فحسده أقوام فسعوا فيه وكتبوا خطوطهم باتهامه بمذهب الاوائل والتعطيل والانحلال فطلبوا من بعضهم ان يوافقهم فكتب
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالقوم أعداء له وخصوم
فانتقل سيف الدين إلى حماه ثم تحول إلى دمشق فدرس بالعزيزية ثم عزل عنها ولزم بيته إلى أن مات في هذه السنة وله ثمانون عاما رحمه الله تعالى وعفا عنه