ثم دخلت سنة إثنتين وثلاثين وستمائة
 
فيها خرب الملك الأشرف بن العادل خان الزنجاري الذي كان بالعقبية فيه خواطئ وخمور ومنكرات متعددة فهدمه وامر بعمارة جامع مكانه سمى جامع التوبة تقبل الله تعالى منه
وفيها توفي القاضي بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم بن شداد الحلبي أحد رؤاسائها من بيت العلم والسيادة له علم بالتواريخ وايام الناس وغير ذلك وقد سمع الكثير وحدث والشيخ شهاب الدين عبدالسلام بن المطهر بن عبد الله بن محمد بن عصرون الحلبي أيضا كان فقيها زاهدا عابدا كانت له نحو من عشرين سرية وكان شيخا يكثر من الجماع فاعترته أمراض مختلفة فأتلفته ومات بدمشق ودفن بقاسيون وهو والد قطب الدين وتاج الدين والشيخ الامام العالم صائن الدين أبو محمد عبدالعزيز الجبلي الشافعي أحد الفقهاء المفتيين المشتغلين بالمدرسة النظامية ببغداد وله شرح على التنبيه للشيخ أبي إسحاق توفي في ربيع الاول رحمه الله تعالى والشيخ الامام العالم الخطيب الاديب أبو محمد حمد بن حميد بن محمود بن حميد بن أبي الحسن بن أبي الفرج بن مفتاح التميمي الدينوري الخطيب بها والمفتي لأهلها الفقيه الشافعي تفقه ببغداد بالنظامية ثم عاد إلى بلده المشار إليها وقد صنف كتبا وأنشد عنه ابن الساعي سماعا منه
روت لي أحاديث الغرام صبابتي * باسنادها عن بانة العلم الفرد
وحدثني مر النسيم عن الحمى * عن الدوح عن وادي الغضا عن ربا نجد
بان غرامي والأسى قد تلازما * فلن يبرحا حتى أوسد في لحدي
وقد أرخ ابو شامة في الذيل وفاة الشهاب السهروردي صاحب عوارف المعارف في هذه السنة وذكر أن مولده في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وأنه جاوز التسعين وأما السبط فإنما أرخ وفاته في سنة ثلاثين كما تقدم

الموضوع التالي


قاضي القضاة بحلب