ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وستمائة
 
فيها حاصرت التتار إربل بالمجانيف ونقبوا الأسوار حتى فتحوها عنوة فقتلو أهلها وسبوا ذراريهم وامتنعت عليهم القلعة مدة وفيها النائب من جهة الخليفة فدخل فصل الشتاء فأقلعوا عنها وانشمروا إلى بلادهم وقيل إن الخليفة جهز لهم جيشا فانهزم التتار وفيها استخدم الصالح أيوب بن الكامل صاحب حصن كيفا الخوارزمية الذين تبقوا من جيش جلال الدين وانفصلوا عن الرومي فقوى جأش الصالح أيوب وفيها طلب الأشرف موسى بن العادل من أخيه الكامل الرقة لتكون قوة له وعلفا لدوابه إذا جاز الفرات مع أخيه في البواكير فقال الكامل أما يكفيه أن معه دمشق مملكة بني أمية فأرسل الأشرف الأمير فلك الدين بن المسيري إلى الكامل في ذلك فأغلظ له الجواب وقال إيش يعمل بالملك يكفيه عشرته للمغاني وتعلمه لصناعتهم فغضب الأشرف لذلك وبدت الوحشة بنيهما وأرسل الأشرف إلى حماه وحلب وبلاد الشرق فحالف أولئك الملوك على أخيه الكامل فلو طال عمر الأشرف لأفسد الملك على أخيه وذلك لكثرة ميل الملوك إليه لكرمه وشجاعته وشح أخيه الكامل ولكنه أدركته منيته في أول السنة الداخلة رحمه الله تعالى وممن توفي فيها من الاعيان :

الموضوع التالي


الملك العزيز الظاهر

الموضوع السابق


ابن دحية