موقعة الولجة ( 1 ) شهر صفر سنة 12ه - إبريل سنة 633 مـ
 

بسم الله الرحمن الرحيم


- اضطرب البلاط الملكي في فارس من جراء انتصارات العرب وتحدثوا فيما بينهم بأنه يجب محاربة العرب بعرب مثلهم يعرفون خططهم الحربية . فجند الملك جيشا عظيما من قبيلة بكر والقبائل الأخرى الموالية له تحت قيادة قائد مشهور منهم يدعى الأندرزغر وكان فارسيا من مولدي السواد . وأرسل بهمن جاذويه في أثره ليقود جيوش الملك وحشر الأندرزغر من بين الحيرة وكسكر ومن عرب الضاحية وتقدمت الجيوش المتحدة نحو الولجة بالقرب من ملتقى النهرين
أما خالد فقد ترك فرقة لحراسة الأراضي التي غزاها في الدلتا وسار للقاء العدو من الثنى فاشتبك الجيشان في الولجة في قتال طويل عنيف وقد انتصر المسلمون فيه بفضل تدابير قائدهم الذي باغت العدو وأجهده بكمين في ناحيتين وكمين من الخلف وكانت الهزيمة كاملة ففر الفرس وفر العرب الموالون لهم بعد أن قتل وأسر منهم عدد عظيم ومضى الأندرزغر منهزما فمات عطشا في الفلاة وبذل خالد الأمان للفلاحين فعادوا وصاروا ذمة وسبى الذراري المقاتلة ومن أعانهم
_________
( 1 ) الولجة بأرض كسكر موضع مما يلي البر وكسكر كورة واسعة ينسب إليها الفراريج الكسكرية لأنها تكثر بها جدا . وحد كورة كسكر من الجانب الشرقي في آخر سقس النهروان إلى أن تصب الدجلة في البحر كله . أما نهروان فهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي حدها الأعلى متصل ببغداد


خطبة خالد


- قام خالد في الناس خطيبا يرغبهم في بلاد العجم . ويزهدهم في بلاد العرب وقال :
( ألا ترون إلى الطعام كرفغ التراب ( 1 ) وبالله لم يلزمنا الجهاد في الله والدعاء إلى الله عز وجل ولم يكن إلا للمعاش لكان الرأي أن نقارع على هذا الريف حتى نكون أولى به ونولي الجوع والإقلال ممن تولاه ممن اثاقل عما أنتم عليه )
_________
( 1 ) أي كثير




 

أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ محمد رضا ـ