موقعة أليس ( 1 ) شهر ربيع الأول سنة 12ه - أيار مايو سنة 633 مـ
 

بسم الله الرحمن الرحيم


- انقسمت قبيلة بني بكر في القتال إلى قسمين قسم مع خالد وقسم مع الفرس
ولما أصاب خالد يوم الولجة من أصاب من بكر بن وائل من أنصارهم الذين أعانوا أهل الفرس غضب لهم نصارى قومهم فكاتبوا الأعاجم فاجتمعوا إلى أليس وعليهم عبد الأسود العجلي وكان أشد الناس على أولئك النصارى مسلمو بني عجل
كتب أردشير ملك الفرس إلى بهمن جاذويه وهو بقسيانا : أن سر حتى تقدم أليس بجيشك إلى من اجتمع بها من فارس ونصارى العرب فقدم بهمن جاذويه وجابان وسار جابان نحو أليس وهي في منتصف الطريق بين الحيرة والأبلة
ثم انطلق بهمن إلى أردشير ليعرف رأيه ويتلقى أمره فوجده مريضا فبقي ملازما البلاط
أما جابان فإنه مضى حتى أتى أليس فنزل بها . وكان خالد قد بلغه تجمع عبد الأسود ومن معهم فسار إليهم وهو لا يشعر بدنو جابان وترك عند الحفير فرقة قوية لحماية ظهره وبرز أمام الصف ونادى رؤساءهم إلى البراز له فبرز له مالك بن قيس فقال له خالد ( يا بن الخبيثة ما جرأك علي من بينهم وليس فيك وفاء ؟ ) فضربه وقتله . ونشبت الحرب بين الفريقين واقتتلوا قتالا شديدا
_________
( 1 ) أليس مصغر : في أول أرض العراق من ناحية البادية وهي على صلب الفرس قال أبو مقرن الأسود بن قطبة يذكر يوم أليس :
بقينا يوم أليس وأمغى ... ويوم المقر آساد النها
فلم أر مثلها فضلات حرب ... أشد على الجحاجحة الكبا
قتلنا منهم سبعين ألفا ... بقية حربهم نخب الأسا
سوى من ليس يحصى من قتيل ... ومن قد جال جولان الغبا


نهر الدم


- ولما وجد خالد شدة مقاومة العدو قال :
( اللهم إن لك علي إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدا قدرنا عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم )
وأخيرا لم يستطع الفرس مقاومة المسلمين ففروا منهزمين فأمر خالد مناديه فنادى في الناس ( الأسر . الأسر . لا تقتلوا إلا من امتنع )
فأقبلت الخيول بهم أفواجا مستأسرين يساقون سوقا وقد وكل بهم رجالا يضربون أعناقهم في النهر فجرت الدماء في النهر فسمى لذلك ( نهر الدم ) وبعث خالد بالخبر مع رجل يدعى جندلا من بني عجل إلى أبي بكر يخبره بفتح أليس وبقدر الفيء وبعدة السبي وبما حصل من الأخماس وبأهل البلاد من الناس وأمر أبو بكر لجندل بجارية من ذلك السبي . وبلغ قتلى العدو من أليس 70000 كما ذكر الطبري وكما جاء في شعر أبي مقرن الأسود بن قرطبة حيث قال :
قتلنا منهم سبعين ألفا ... بقية حربهم نخب الأسار





 

أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ محمد رضا ـ